مدونة العقلاني مجرد منبر بسيط جداً وشخصي، يـُعنى بتنمية الوعي المجتمعي بقيم التدين العقلانيّ التقدميّ، كما يهتم بقضايا حقوق الإنسان والتسامح ونبذ العنف والتعصب الطائفي أو المذهبي ومكافحة الإرهاب بكل صوره المادية والفكرية.

إن صاحب المدونة يتمنى أن يكرس كل لحظات حياته من أجل قيم بسيطة يراها فيما يلي:

§ الدعوة إلى التدين العقلاني الإنساني.
§ نشر ثقافة التسامح ومكافحة الإرهاب.
§ نبذ الطائفية والسعي إلى التقريب بين المذاهب.
§ التعريف بحقوق الإنسان والحريات.

إني أرى بوضوح ثغرة في الأطروحات التي تقدمها المنابر الفكرية والثقافية في الوطن العربي، حيث تسودها حالة من الاستقطاب ما بين الدينيّ والعلمانيّ، فهي إما تنطلق من أفكار وعقائد دينية بحتة يسيطر على خلفياتها وهويتها فكر أهل السنة والجماعة والفكر الديني التقليدي الذي لم يخرج عن إسار أفكار السلف وقراءاتهم التي مضى عصرها، أو أنها على النقيض تماماً تدرس أحوال المجتمع وتنشر أفكارها من منطلقات علمانية تغريبية بحتة، تكاد جذورها أن تكون منفصلة منبتة عن طبائع المجتمعات الشرقية وأفكارها.
 
لكني أستشرف في نظرتي بعداً آخر غاب عن فكر الأمة العربية والإسلامية لقرون طويلة، وهو الفكر الدينيّ العقلانيّ الإنسانيّ، ومحدداته المميزة أراها فيما يلي :
§ هو فهم للدين يتسم بالعقلانية كفلسفة شاملة للحياة، إنه يطلب الحقيقة ولا يحتكرها، ويزنها بميزان العقل والمصلحة ومقاصد الشرائع.
 
§ وهو التدين الذي لا يعني التسليم الأعمى والاستغناء عن البراهين والأدلة وإنما يحفظ السمة العقلانية للفكر الإنسانيّ النقدي.


§ وهو الذي يتسق مع التطورات العلمية والمعرفية في كل الأزمنة، ويفتح الباب للعلم والبحث والفكر المطلق.
 
§ وهو فهم للدين يحتّم على الإنسان خدمة غيره لمحض الاعتبارات الانسانية، وبعيداً عن أي حواجز قومية أو وطنية أو دينية أو طائفية.
 
§ وهو فكر يؤمن بأن القناعات التي أوصلتنا إلى اللحظة الراهنة بكل إشكالياتها، هذه القناعات لن تكون قادرة على قيادتنا نحو التغيير للأفضل، إن أفكار السلف وآليات فهمهم للكون والنص ليست قادرة على دفع عجلة التغيير في عصرنا الحاليّ نحو الأفضل، وأصبح من المحتم تجاوزها إلى أفكار وأطروحات أكثر حداثة، تغفل آليات السلف ومدركاتهم لكنها لا تغفل المقاصد والقيم العامة.
 
§ الفكر العقلانيّ لا يؤمن بتقييد الحريات أو مصادرة الرأي مهما كان، فإن الفكرة مضادة للرصاص والكلمة عابرة للحدود لا يمكن تقييدها، ولا تجابه الفكرة إلا بالفكرة، ولا تواجه الحجة إلا بمثلها. خاصة في عصر العولمة وثورة المعلومات حيث صار تقييد الحريات مستحيلاً ومصادرة الأفكار أمراً غير ممكن.
 
§ الفكر العقلانيّ يتجنب كل مظاهر الوثنية، لا يعبد ديناً ولا مذهباً ولا نبياً وإنما يعبد الإله وحده. يحارب تقديس وتأليه الأنبياء ورجال الدين وكل ما عدا الله، ولا يحتكر الحقيقة ولا يعتقد بامتلاك أي دين أو مذهب للحق المطلق.
 
§ التدين العقلاني يرى أن عين الدين هو نفع الناس وإعمار الأرض، هو العلم والعمل، وأن مجالات العلم والفكر والفلسفة والطب والهندسة وعلوم الفلك هي لبّ الدين وروحه، وهي التي بها يعرف الإنسان الكون وخالق الكون بأفضل صورة.
 

،، ومن أجل هذه الأفكار أعيش وأعمل

هشام عبد الفتاح الأديب