{["سيئ", "ممل", "يحتاج المزيد من التفاصيل", "رائع"]}


لا زلت أذكر واحدة من أروع كلمات الرائع الراحل د.مصطفى محمود، وهو يقول أن الماء الذي تستحم أنت به، قد تكون نفرتيتي أيضاً قد استحمت به منذ آلاف السنين!!


وهي معجزة من معجزات هذا الكوكب الرائع، أن الطاقة والمادة بداخله محفوظتان مستدامتان إلى حد بعيد، فالمادة لا تزيد أو تنقص داخل الغلاف الجوي للأرض، إن العناصر الغذائية والمعدنية داخل أجسادنا هي ذاتها جاءت من الأرض، من التربة، وإليها تعود، هذه العناصر بذاتها في أجسادنا كانت داخل جسم بقرة أو وردة أو صخرة في جبل، ثم ذابت وانصهرت في التربة، ثم دخلت إلى أجسادنا، وفي نهاية الرحلة تتحلل أجسادنا وتعود نفس هذه العناصر إلى الطبيعة من جديد. وهي دورة تحدث على الأرض منذ ملايين السنين.


حتى الهواء الذي تتنفسه هو بلا شك ناتج من تنفس شجرة هنا أو وردة هناك، ونحن نتبادل فيما بيننا وبين الغابات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون طوال الوقت.
الماء الذي تستحم به فعلاً هو ذاته الماء الموجود على الأرض منذ ملايين السنين، في البحر ثم إلى السحاب، ومن السحاب إلى المياه الجوفية، ثم إلى أجسامنا، ومنها إلى الأرض من جديد، ومنها إلى النباتات، وهكذا في دورة مستمرة.


إننا جزء من الطبيعة على هذا الكوكب، وأجسادنا ما هي إلا تراب من أرض هذا الكوكب الرائع، وهو ترابٌ مشترك كذلك مع كل أنواع الحياة. أجزاء من عظامك هي بذاتها كانت موجودةً في عظام أحد الغزلان البرية الرائعة منذ حقبة طويلة من الزمن، أو في لحاء شجرة، أو في صخرة من صخور جبال الألب العظيمة !!


كم هي حقيقة رائعة ومدهشة، لكنها في نفس الوقت تخبرنا عن وضعنا الحقيقي في العالم، أننا ذرة من ذرات الوجود، ولسنا سبب الوجود ولا محوره، شئنا أم أبينا.
لكننا نملك عقلاً حراً عظيماً هو جوهر ما في الجسد، نملك الإرادة والحرية لنستخدم هذا الجسد الترابي الأرضي في السنوات المعدودة المنتهية التي نحياها في دورة الحياة.


الفيلم الذي وضعته هنا، يلخص قصة الحياة على الأرض بشكل فنيّ رائع، كلمات مبهرة، وصور معجزة، وموسيقى تسحر الوجدان، هو فيلم أكثر من رائع عن نشأة كوكب الأرض وتنوع الحياة فيه.


ولنتعلم الكثير عن الكوكب الذي يأوينا وتاريخ وجودنا وحياتنا عليه.
إننا جزء من كل، إننا قصة قصيرة لكنها رائعة من قصص تنوع الحياة على كوكب الأرض، وكوكب الأرض ذاته ما هو إلا ذرة غبار في الكون الشاسع.


يمكنك أن تستمتع بهذا السحر الكونيّ، خلال ساعة ونصف، مع كوبٍ من الشاي، لتقضي رحلة مبهرة عبر الزمان والمكان.. ولا تنسَ أن كوب الشاي بيدك كانت ذرات الماء فيه تنهمر في شلالات نياجرا منذ زمن بعيد، أو أن إحدى الحسناوات على سطح الكوكب كانت تستحم بذرات الماء فيه في يومٍ من الأيام !!


كم هو رائع أن نتقبل الاختلاف والتنوع، وأن ندرك أننا ذرة من ذرات اللؤلؤ المنثور في هذا الكون، وأن علينا نشر المحبة والسلام بين البشر، بل بين جميع الكائنات، شركاءنا على كوكب الأرض.


تمنياتي بمشاهدة ممتعة.

كوكب الأرض، نفرتيتي، أصل الحياة، نشأة الكون، مصطفى محمود، هشام عبد الفتاح الأديب، مدونة العقلاني، الكون الشاسع، الكون الرائع، ريتشارد دوكينز، مشاهدة ممتعة.