{["سيئ", "ممل", "يحتاج المزيد من التفاصيل", "رائع"]}

نظرة سريعة عزيزي القاريء على مجتمعاتنا تشعرك كم نعاني جميعاً (أنا وأنت) من إرهاب ورفض وترويع للآخر، كأي إرهابيّ محترف !!

حدث بالفعل

- داعية إسلامي سعودي يقتل ابنته بضربها بوحشية حتى الموت، يعاقب بـ (دفع الدية)!! لمن سيدفع الدية؟ وهل حياة الطفلة وقهر أمها عليها تساوي أي مبلغ من المال؟

- مركز لعلاج الإدمان في مصر (يعالج) ضحاياه -أقصد مرضاه- بالتعذيب والضرب وتركهم عرايا على الأرض مكتوفي الأيدي والأرجل في مشهد صادم.

- إسلاميون توانسة يذيعون مقاطع فيديو تطالب برأس المعارض شكري بلعيد. والنتيجة نراها فوراً، على هيئة رصاصات غادرة تستقر في جسده صباحاً وهو يغادر منزله، فتقتله.

- حفلات التعذيب في السجون المصرية تحدث (الآن)، ملاحقات قضائية للمعارضة، شهداء من شباب مصر الذي ماتوا أمام أعين الجميع، إما بالقتل مثلما حدث للشهيد محمد كريستي، أو بالتعذيب الوحشي مثلما حدث للشهيد محمد الجندي.

القائمة طويلة ومملة من حوادث تغتصب حقوق الإنسان، ليس فقط تنتهكها وإنما تغتصبها وتقتلها على مرأى ومسمع الجميع على شاشات التلفزيون العربي الرائع الوديع..
هذا التلفزيون الذي ينقل إلينا (مقلب الزبالة) الذي تعيش فيه أوطاننا (المسلمة) (المتدينة) (التي تصلي ليل نهار) !!



أنا إرهابي

لماذا يحدث كل ذاك في مجتمعاتنا؟ لماذا نحن الأبرياء المسالمين؟ لماذا هذه الشعوب التي تطالب فقط بحياة كريمة ؟
الجواب بسيط: أننا أصلا مجتمعات إرهابية في الحقيقة..

إننا نشوّه المخالفين لنا بأبشع الأوصاف ليل نهار.. العميل، الممول، الجاسوس، المنافق، الكافر.. إلى آخر هذه الأوصاف الإرهابية التي نطلقها نحن (أنا وأنت) على معارضينا..

إننا لا نتقبل سيارة أخطئت بقطع الطريق أمامنا فنبادر قائدها بالسباب والصراخ واللعنات، فما بالك بأتباع الأديان والطوائف والأفكار السياسية الأخرى؟ إن جزاءهم الطرد من رحمتنا بلا شك.

إن داخل كل منا دكتاتور شرس ينتظر فقط اللحظة المناسبة لينطلق ويبدع في الإرهاب!!

- عزيزي المواطن المتدين المسالم، هل شعرت يوماً برغبة في قتل هذا (الملحد)، أو تلك (العارية)، أو ذلك (المنافق)؟ هؤلاء الذين لم تعجبك آراؤهم واختلفت معها؟

- هل ثرت على صانعي الفيلم المسيء للرسول وطالبت برقبتهم؟ وترى أن أتباع الديانات الأخرى (على ضلال) وسيادتك فقط تتبع (الفرقة الناجية) التي سيكون لها -وحدها- الجنة؟

- هل غضبت من علياء المهدي واتهمتها بأبشع التهم والألفاظ لأنها تتظاهر عارية؟ وتمنيت لو يتم (اغتصابها) أو (القبض عليها) أو ربما (قتلها)؟

- هل اعتدت على سماع (ياسر البرهامي) السلفي العظيم وهو يقول بزواج الفتاة التي تطيق المعاشرة حتى لو لم تبلغ، وأن ذلك بنص القرآن؟ وداعية آخر يطالب بحجاب أي طفلة لأنها قد تسبب شهوة الرجال؟ هل أصبحت مثل هذه التصريحات معتادة لديك؟

،، نظرة سريعة على واقع شعوبنا العربية المتدينة المسالمة، تكشف لك عن مقدار ما نعانيه جميعاً من رغبات مدفونة في القمع والقهر والتحكم، ومدى تقبلنا جميعاً لذلك..
لذا لا تتعجب عندما تشاهد جثة شاب تم تعذيبه في قسم شرطة أو مصحة إدمان..
أو رجل معارض تم قتله..

فكم قمنا (داخلياً) وفي أعماقنا بقتل وتشويه وتكفير معارضينا..

والسبب دائماً موجود ومتاح، أن الآخر إما عميل، أو منافق، أو كافر، أو يريد هدم الدين وإفساد المجتمع.

مرحباً بك في مجتمع الحريـــات،
مرحباً بك في قلب العالم العربي.